الولاية والحقب التاريخية
بسم الله الرحمن الرحيم منذ بدء الخليقة مرت البشرية بأحقاب زمنية ممتدة وأطوار حضارية مختلفة ومتعاقبة تراكم عبرها إرث حضاري ضخم وموسوعة كونية ما زالت تمتد بالمعارف والإنجازات والإكتشافات البشرية المستمرة إلى يومنا هذا ومايعقبه في قادم الأيام وقد تمايزت الأمم في تقدمها الحضاري عبر الأزمان حيث كانت الأفضلية والتقدم والنمو والإزدهار لمن يمتلك زمام الفكر ويعلي من شأنه ويقرنه بالمبادرات الجريئة بالبحث الدؤوب الدائم عن الحق والحقيقة. وإن شئنا تقسيم الزمن البشري الحضاري فسيكون تقسيما متخيلا وهميا لاجغرافيا، كخطوط الطول والعرض على الكرة الأرضية فنحن نقسم كل حقبة حسب ماسادها من فكر وحضارة وثقافة لأن الأفكار والثقافات وماتختزنه مجاميعها البشرية من طبائع وأخلاق وقيم عادة ماتكون عابرة لأرضها التي نشأت وترعرعت فيها إلى فضاءات المعمورة الرحبة المتسعة بغثها وسمينها. ولنا في الحضارة اليونانية خير مثال ! فرغم ماسبقها من حضارات وأمم إلا أن الفكر اليوناني كان علامة فارقة في جبين الفكر البشري ، استطاع ...