المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2016

مؤمن في مِنى وعظمة الصلاة

        يكثر في هذه الايام الحديث عن مصطلحات كالتطور والمدنية والإنسانية ويتم ترديد هذه المصطلحات بين النخب الفكرية وحتى بين أواسط الناس والعامة بشكل يكاد يكون يومي إن لم يكن لحظي في مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة، وخاصة مع الثورة الرقمية وانتشار وسائل الإعلام المختلفة من قنوات فضائية كثيرة وقنوات إذاعية وتعدد وسائل التواصل الإجتماعي واختلاط حابل الإعلام الجيد بنابل الرديء، وأخذت تروج بعض الأفكار الهدامة في هذه المجتمعات تحت مسميات ومصطلحات ظاهرها الصلاح وباطنها الخراب والدمار والحرب على كل مايمت للإسلام والشريعة بصلة.        فمصطلحات كالتمدن والتطور والحريات والتحرر والإنسانية يرددها الجميع وهم متفقون على نطقها بحروفها الصحيحة ظاهراً ولكنهم قطعا يختلفون من ناحية المقاصد والفهم والأهداف التي يهدفون للوصول إليها والرغبات التي يسعون لتحقيقها،  وذلك بسبب الاختلاف الجذري في المنطلقات الثقافية التي تنطلق منها تلك الجماعات والتفاوت فيما بينهم في المفاهيم والرؤى وليس الخلل في الاختلاف في حد ذاته،  وإنما الخطر والخلل هو في تداخل المفا...

ليس لكل مقام مقال

بسم الله الرحمن الرحيم               قالت العرب قديما "لكل مقام مقال".      ويقال أن أول من قال ذلك هو طرفة بن العبد عندما أتى معتذرا لعمرو بن كلثوم في شعر من ضمنه قوله: تصدق عليَّ هداك المليك :: فإن لكلّ مقامٍ مقالا      وأصبحت هذه المقولة مثلا دارجا عند العرب منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا للدلالة على اختلاف المقامات والأقوال واللغة التي تليق بكل مقام علوا وارتفاعا وخفضا واتضاعاً.      مادعاني للحديث عن هذا المثل أو شطر البيت الخالد أنني فعلا أعتبرها حكمة وقولا سديدا يستطيع الأريب المسدد العاقل أن يستخدمه في حياته وتعاملاته اليومية ومخاطبة الناس كل حسب مقامه بالقول الذي يليق به فالبشر درجات ومقامات مختلفة متفاوتة القدر والقيمة حسب مايملكه المرء من مميزات ومواهب ومناصب وأرزاق وأهمها العلم والذكاء مما يستوجب إعطاء كل ذي حق حقه من التقدير والتبجيل وخاصة مقامات العلماء وأولياء الله.       ولغتنا زاخرة بالكنوز الباهرة والبحار اللغوية الفاخرة التي يغرف منها المرء مايشاء من روائع الكلم والآ...