المشاركات

الأسرار الملكوتية في الصلوات النبوية

قال الله تعالى ((وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين)) السلام عليك يارسول الله وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين وبارك وسلم تسليماً كثيرًا إلى يوم الدين السلام عليك يارحمة أهداها رب البرايا للخلق أجمعين السلام عليك يانور الأكوان والمجرات وسر إشراق الفرقدين السلام عليك ياصاحب المعجزات والكتاب المبين يابهجة القلوب وسر أسرار الملكوت في عالم الإبداع واليقين هنيئا ومباركا لي ولكل مؤمن مولدك المبارك وللمسلمين أجمعين أعود للكتابة وأمتشق القلم من غمده بعد انقطاع طويل عن الكتابة يدفعني الحب والشوق والفرح والطمأنينة والسكينة وكل معنى لطيف يلامس شغاف القلب وقد امتلأت جنبات أرواحنا حباً لايسعنا أن نعبر عنه بالمداد ولا الكلمات ولا القصائد ولو حُزنا ملكة الشعر العالمي وأمسكنا بزمام اللغة منذ عصر امرئ القيس وحتى آخر حرف خطه أعظم أدباء العصر الحديث. أعود للكتابة وأنا أعلم يقيناً لو سخرت المجموعة الشمسية والكواكب والبحار مدادًا لقلمي لعجزت أن أبلغ وصفاً يليق بجلال وسمو وجمال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وإنما هو جهد المقل العاجز قليل الحيلة.  غير أني أعزي نفسي أنني أملك قلباً يفيض تقديسًا وتعظيمًا ...

الولاية والحقب التاريخية

بسم الله الرحمن الرحيم        منذ بدء الخليقة مرت البشرية بأحقاب زمنية ممتدة وأطوار حضارية مختلفة ومتعاقبة تراكم عبرها إرث حضاري ضخم وموسوعة كونية ما زالت تمتد بالمعارف والإنجازات والإكتشافات البشرية المستمرة إلى يومنا هذا ومايعقبه في قادم الأيام  وقد تمايزت الأمم في تقدمها الحضاري عبر الأزمان حيث كانت الأفضلية والتقدم والنمو والإزدهار لمن يمتلك زمام الفكر ويعلي من شأنه ويقرنه بالمبادرات الجريئة بالبحث الدؤوب الدائم عن الحق والحقيقة.        وإن شئنا تقسيم الزمن البشري الحضاري فسيكون تقسيما متخيلا وهميا لاجغرافيا،  كخطوط الطول والعرض على الكرة الأرضية  فنحن نقسم كل حقبة حسب ماسادها من فكر وحضارة وثقافة  لأن الأفكار والثقافات وماتختزنه مجاميعها البشرية من طبائع وأخلاق وقيم عادة ماتكون عابرة لأرضها التي نشأت وترعرعت فيها إلى فضاءات المعمورة الرحبة المتسعة بغثها وسمينها. ولنا في الحضارة اليونانية خير مثال !     فرغم ماسبقها من حضارات وأمم إلا أن الفكر اليوناني كان علامة فارقة في جبين الفكر البشري ،  استطاع ...

شهيد السماء

     عليك سلام الله يوم ولد ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا؛ ياأمير المؤمنين سلام عليك ورحمات من الباري وبركات سرمدية أبدية.          بادئ ذي بدء فإني أعتذر إليك ياسيدي قبل أن أشرع في الكتابة لضيق ذات الفكر وانحسار الخيال وكساد الحصيلة البلاغية والإبداعات الكتابية التي ترجع حاسرة كليلة دون نور وجهك وذكرك ، وحسبي ماأحمله بين جوانحي من عشق وحب لمقام النبأ العظيم المقدس لعله يفيض على قلمنا مدادا من سويداء القلب بأحرف ولائية فاطمية علوية في ذكرى استشهاد سيد البلغاء ومرجع الفصحاء وأمير المؤمنين وعصمة المسترشدين الإمام المظفر والأسد الهمام الغضنفر سيدنا علي بن أبي طالب عليه صلوات الله وسلامه وأقداسه.      دائما مايحرص الكاتب المُجَوِّد والباحث المدقق أن يصب كلماته ومواضيعه في قالب محكم أنيق دقيق حتى تظهر أعماله في أبهى حُلة وأفضل ترتيب وأدق وصف بقدر الإمكان ويجتهد في ذلك أبلغ الجهد ويكد ويتعب وينقب ويبحث ويضع إطاراً عاما يتحرك في حدوده ويجهد نفسه في الحرص على الربط والتنسيق بين الفقرات المتعددة بدقة  وسلاسة حتى لاتطغى الفوضوية وعدم ...

عقائدنا بين القصيباني والوحش الإمبريالي

     يطل علينا شهر رمضان ببركاته ونفحاته الإيمانية وأجوائه التي تغمر أرواحنا بالراحة والسكينة والطمأنينة ومبارك علينا جميعا هذا الشهر العظيم ، هذا الشهر الذي تتجلى فيه كل معاني العطاء والكرم وتتعمق فيه قيم الصبر والزهد والإيثار، في هذا الشهر الكريم العظيم يجب أن يلتفت الإنسان إلى نفسه ويعلي من قيمتها وروحانيتها التي أهملها لصالح متطلبات الجسد المادية الكثيرة في بقية الأشهر هو شهر الخير والبركات و الرحمة و الأنوار التي تستنير بها الصدور وتعمر ببركته القلوب وتستكين الروح وتزهو وتتوق إلى عالم الروح والريحان والجنان.      شهرٌ يختلي فيه الإنسان بعقله وروحه ووجدانه ليحاسبها ويعاتبها على مافرطت فيما سلف لها من غابر الأيام، فيبدأ بمزاحمة المعاصي بالحسنات، ومضايقة الآثام بالصدقات وتعويد الجوارح على محاربة الشهوات ولاأدل على بركة هذا الشهر مما نراه من آيات الله ماثلة فينا وبين أيدينا و لا أدل على ذلك من هذه السكينة التي يستشعرها الصائم في هذا الشهر و احساسه بزوال النَصَب والكبد والتعب وحتى الجوع و الضمأ فرغم ساعات النهار الطويلة إلا أننا ولله الحمد لا نشعر ب...

مؤمن في مِنى وعظمة الصلاة

        يكثر في هذه الايام الحديث عن مصطلحات كالتطور والمدنية والإنسانية ويتم ترديد هذه المصطلحات بين النخب الفكرية وحتى بين أواسط الناس والعامة بشكل يكاد يكون يومي إن لم يكن لحظي في مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة، وخاصة مع الثورة الرقمية وانتشار وسائل الإعلام المختلفة من قنوات فضائية كثيرة وقنوات إذاعية وتعدد وسائل التواصل الإجتماعي واختلاط حابل الإعلام الجيد بنابل الرديء، وأخذت تروج بعض الأفكار الهدامة في هذه المجتمعات تحت مسميات ومصطلحات ظاهرها الصلاح وباطنها الخراب والدمار والحرب على كل مايمت للإسلام والشريعة بصلة.        فمصطلحات كالتمدن والتطور والحريات والتحرر والإنسانية يرددها الجميع وهم متفقون على نطقها بحروفها الصحيحة ظاهراً ولكنهم قطعا يختلفون من ناحية المقاصد والفهم والأهداف التي يهدفون للوصول إليها والرغبات التي يسعون لتحقيقها،  وذلك بسبب الاختلاف الجذري في المنطلقات الثقافية التي تنطلق منها تلك الجماعات والتفاوت فيما بينهم في المفاهيم والرؤى وليس الخلل في الاختلاف في حد ذاته،  وإنما الخطر والخلل هو في تداخل المفا...