الأسرار الملكوتية في الصلوات النبوية
قال الله تعالى
((وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين))
السلام عليك يارسول الله وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين وبارك وسلم تسليماً كثيرًا إلى يوم الدين
السلام عليك يارحمة أهداها رب البرايا للخلق أجمعين
السلام عليك يانور الأكوان والمجرات وسر إشراق الفرقدين
السلام عليك ياصاحب المعجزات والكتاب المبين
يابهجة القلوب وسر أسرار الملكوت في عالم الإبداع واليقين
هنيئا ومباركا لي ولكل مؤمن مولدك المبارك وللمسلمين أجمعين
أعود للكتابة وأمتشق القلم من غمده بعد انقطاع طويل عن الكتابة يدفعني الحب والشوق والفرح والطمأنينة والسكينة وكل معنى لطيف يلامس شغاف القلب وقد امتلأت جنبات أرواحنا حباً لايسعنا أن نعبر عنه بالمداد ولا الكلمات ولا القصائد ولو حُزنا ملكة الشعر العالمي وأمسكنا بزمام اللغة منذ عصر امرئ القيس وحتى آخر حرف خطه أعظم أدباء العصر الحديث.
أعود للكتابة وأنا أعلم يقيناً لو سخرت المجموعة الشمسية والكواكب والبحار مدادًا لقلمي لعجزت أن أبلغ وصفاً يليق بجلال وسمو وجمال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإنما هو جهد المقل العاجز قليل الحيلة. غير أني أعزي نفسي أنني أملك قلباً يفيض تقديسًا وتعظيمًا وحباً لسيد الخلق وصاحب الفضل على الناس كافة في انتشالهم من ظلمات عالم الكون والفساد ليرتقي بهم لعالم الملكوت وليت قومي يعلمون.
ولعمري لقد صدق البوصيري حيث قال
محمد ســيد الكـونين والثقلـين والفريقين من عربٍ ومن عجم
نبينا الآمــر الناهــي فلا أحــد أبر في قول لا منه ولانعم
هو الحبيب الذي تُرجى شفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
كم من القصائد والمصنفات والكتب والمقالات التي لانحصيها عددا في وصف سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم.
ولكني سأطرق باباً في هذه الذكرى المقدسة المباركة ربما لم يطرقه كثير قبلي.
ولأني أجد نفسي وقد قصرت بي الخطى عن اللحاق بركب الجمال والكمال لوصف المصطفى الأمين صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد آثرت أن أكتب على السجية دون تكلف لغوي ولا اعتساف للمصطلحات ولا تقعر في صياغة الكلمات وإنما هي حروف أرسلتها إرسالاً وقد تهادت من القلب لعلها تصل لقلب ذاك المحب العاشق المشتاق لحضرة النبوة القدسية.
تصل لتلك القلوب المتعبة من ضنك الحياة وكدرها وظلمات هذه الدنيا الدنية وقد امتلأت ظلما وقتلا وعدوانا وأصبح فيها الناس سكارى وماهم بسكارى ومارت بهم الأرض مورا وهم لا يعلمون ماذا دهاهم بسبب ظلمات الفتن والجهل.
أقول لعلها تذكر غافلاً يبحث عن السكينة لهثا خلف دنيا لن ينال من حطامها إلا كمداً وعيشة الضنك والأسى مهما بلغ فيها.
هل أنت متعب أخي الكريم؟
هل أنتِ في ضيق وكدر وقد ضاقت الدنيا في عينيك أختي المؤمنة؟!
هل تشعرون بالوحدة والفراغ والألم والحزن والتهميش والصراع الداخلي الذي يعصف بقلوبكم حتى شعرتم وكأنما سيقتلع أفئدتكم من مكانها؟
هل ترغب بالغنى والسعادة والطمأنينة؟
هل فقدت حبيباً أو قريباً أو صديقاً ؟
هل عانيت من هذه الحياة حتى شعرت بأنك لاقيمة لك؟
هل غمرتك المشاكل وخضت الأهوال وتقحمت الكوارث والمصائب؟
هل تريد أن تكفى همك ويقضى دينك والأهم أن تشعر بالسلام والسكينة قي قلبك؟
تريد الحل ؟
إذن اقترب لأهمس لقلبك هذه المرة وليس لأذنك...
ردد معي...
اللهم صلِ على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وبارك وسلم
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
إذا لزمت الصلوات على النبي وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين فكن على يقين من أمرك بأنك ستجد من السعادة والراحة والسكينة مالم يخطر ببالك وستغشاك إشراقات ملكوتية تشعر معها وكأنك تحلق في ملكوت الباري وتشعر بقلبك وقد امتلأ يقيناً وسكينةً وطمأنينةً وإيماناً.
والذي نفسي بيده سترى وتلمس بيدك مالم تتصور يوماً أن يتحقق على شرط أن تداوم عليها دائماً.
وسترى من الكرامات والسعادة والتيسير والتوفيق في حياتك عجباً عجاباً.
والقصص والحوادث كثيرة في سرد ماجرى من كرامات لمن كان يردد الصلاة على المصطفى وآله كثيرًا قديماً وحديثاً
عذراً أيها القارئ الكريم لو كنت قد قصرت أو كانت كلمات قليلة أو مقالة مقتضبة لأني على يقين بأني لو أردت ذكر مناقب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لاحتجت لمحابر الأرض جميعا ومجلداتها ولن تتسع لها مساحة ولو فرشت لها الكواكب الدرية لانها تحتاج لإمدادت ملكوتية من عمودا لنور الساري منها الذي لاتستوعبه طاقتنا البشرية.
مبارك لنا جميعا مولد خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم وأسأل الله العلي القدير أن يجعلنا من أهل الشفاعة وممن يرد على حوض النبي وعترته القدسية ونرتشف من يده شربة لا نظمأ بعدها والحمد لله الذي فضلنا على كثير من خلقه.
وردد دائماً وأبداً الصلوات الزكية حتى تشرق نفسك بالإشراقات النورانية.
اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وبارك وسلم بأبي هم وأمي ونفسي صلاة أبدية سرمدية لاينقطع مددها ولايحصى عددها
خادم العترة الطاهرة المطهرة
حمدان آل مخلص