معركة بدر الكبرى
كيف كتب التاريخ الإسلامي ؟ وما هي الظروف التي دون المؤرخون
التاريخ في ظلها؟ أليس النظام السياسي المسيطر خاصةً الأموي والعباسي هو الذي جعل
التاريخ يتماها مع رغباتهم وعصبيتهم وخاصة عداوتهم لأهل البيت؟ وعلى هذا
فالتاريخ دُوِّن في أجواء من العصبية والأهواء المذهبية وفي ظل غياب تام للموضوعية
والأدوات السليمة لصياغة التاريخ وعند الحديث عن التاريخ فلا يمكن فصل العوامل
السياسية والنفسية عن السياق العام للحركة التاريخية.
ومن ضمن التزوير الفاضح ما تم كتابته عن غزوات ومعارك صدر
الإسلام والمحاولات الفاشلة لإخفاء الدور العظيم للإمام علي عليه السلام وأهل
البيت وهنا سنذكر معركة بدر كمثال صارخ على الظلم والتدليس ضد أهل البيت ودور
الإمام الرئيسي عليه السلام في هذه الملحمة الملائكية العظيمة.
وقعت معركة بدر المباركة في السابع عشر من شهر رمضان سنة ٢
هجرية على الأرجح من الأقوال في مكان يسمى ماء بدر
يبعد ١٦٠ كيلو عن المدينة، وكان
سبب المعركة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبعد أن استطاع أن يوطد أركان دولة
النور والعدل الإلٰهي في المدينة، وهاجر من مكة قرر أن يستخدم سلاح الحرب
الاقتصادية لدعم اقتصاد الدولة الفتية وإنهاك قريش اقتصاديا والقبض على الزنديق
والمحرض الرئيسي وعدو الإسلام الأول أبو سفيان وزوج هند بنت عتبة آكلة الأكباد بعد
أن بلغ ضرر كفار قريش أيما مبلغ، ولم يهادنوا أو يقبلوا بوجوده في المدينة مستقرا
لعنهم الله وكان قائد القافلة هو أبو سفيان لعنه الله الذي لم يهدأ يوما ولم يوفر
أي لحظة في إيذاء سيد البشر فوصل الخبر إليه بأن المسلمين قادمون فقرر تغيير مسار
الرحلة والقافلة إلى اتجاهٍ آخر وبعث إلى قريش في مكة يستنجد هم على الرسول صلى
الله عليه وآله وسلم ومن معه وعندما وصل المسلمون إلى المكان المتوقع لم يجدوا هذا
الشيطان المريد وفي هذه الأثناء كانت قريش قد أجلبت برجلها وخيلها لحرب الرسول
والتقوا بالمسلمين على ماء بدر و كان عددهم يفوق الألف مقاتل وقيل ألف وخمسمائة
مقابل ثلاثمائة وثلاثة عشر مؤمنا وكانت قريش مصرة على الحرب لأنها كانت مزهوة
بالعدة والعدد أمام أعداد المسلمين القليلة وعدتهم المتواضعة فوجدوا أنها فرصة لا
تعوض للقضاء على هذا الدين الجديد، وعندما التقى الجمعان برز من صفوف المشركين
عتبة وشيبة أبناء الوليد والوليد بن عتبة وقالوا أظهروا لنا من
الأكفاء من يبارزنا. فظهر لهم ثلاثة أبطالٍ أشاوس
هم سيدنا حمزة ولا حاجة للتعريف
به وعبيدة بن
الحارث بن المطلب وأمير المؤمنين عليهم السلام،
فقال شيبة: انتسبوا لنعرفكم يا
أهل البيض والبيض هو البيضة التي توضع على الرأس (الخوذة( وربما يتساءل أحدكم لمَ لم يعرفهم،
والجواب بسبب الغطاء، فقال الإمام أنا علي بن أبي طالب، وانتسب سيدنا العظيم حمزة
وسيدنا عبيدة، وياله من نسبٍ عظيم، فقالوا لهم:أكفاء وكرام أبناء كرام، وقد كان
المنظر مهولا مفزعا صناديد قريش وأبطالها وعدتهم الرهيبة المخيفة تخيلوا معي منظر
المعركة، وثبات المؤمنين أمام هذا الخطب الجلل وتقدم الأسد الهصور، لا والله بل هو
أعظم وأشجع من الأسد في عرينه، تعرفونه طبعا
سيدنا حمزة الغالب وبارز
عتبة، فعاجله بضربةٍ كالصاعقة فأرداه طريح الأرض يتخبط في دمه، فانهارت معنويات
المشركين؟ كيف لا تنهار وهؤلاء أشجع شجعان قريش وصناديدها يتساقطون كالعهن المنفوش وتصدى
عبيدة بن الحارث لشيبة بن الوليد فاختلفا بضربتين قُطعت فيها رجلاهما، فقام إليه
حمزة والإمام وخلصاه وقضيا على الزنديق المجرم، فكبر المسلمون بعد رسول الله ويا له
من نصر وتهلل وجه رسول الله بالفرح فداه روحي فأشرق الكون واستنارت المجرات بنور
وجهه الكريم وسناه وبعده بدأ الالتحام.
وكان أبو جهل وأبو سفيان والمشركين متيقنين من هزيمة المسلمين
ولكن الإمام عليه السلام قلب المعادلة وأتى بالمفاجأة فتقدم إلى صاحب راية
المشركين وهو أنهد وأشجع فتيان قريش وهو طلحة بن أبي طلحة فصرعه على الفور سبحان
الله ، فهجم عليه
حنظله بن أبي سفيان فأرداه على الفور، فتقدم إليه العاص بن سعيد بن العاص
فعاجله بسرعة وأرسله إلى نار السعير بإذن الله ، وكان الأبطال يتساقطون صرعى أمام
الإمام علي عليه السلام وكأن سيفه كطيرٍ أبابيل ترميهم بحجارةٍ من سجيل ففزع
المشركون لهذه المعجزات.
نعم ورب الكعبة؛؛ أنها لمعجزةٍ وأي معجزة أن يرد الإمام
عليه السلام الكتائب لوحده الله أكبر، تخيلوا معي قوة هذا البطل الأسطوري العظيم وهو يصول ويجول في صفوف المشركين ذوي البأس والشدة والقوة
والشجاعة الفائقة فيفرق جمعهم بضربةٍ تلو الأخرى كيف لايكون بهذه الصفات وقد تربى
في حجر أطهر و أشرف وأكمل وأفضل مخلوق على وجه الكون سيد البشر و معلمه سيدنا محمد
صلى الله عليه وآله وسلم وقد أبلى الصحابة المخلصون الذين لم يبدلوا تبديلا رضوان
الله عليهم أحسن البلاء و بذلوا مهجهم وأرواحهم في معركةٍ ملائكية خالدة قاتلوا
فيها جنبا إلى جنب مع الملائكة حتى كتب الله لرسوله النصر المؤزر و كانت معركة بدر
هي العمود النوراني الأول الذي قام عليه بناءُ الإسلام والرسالة المحمدية الخالدة.
مهما حاول المدلسون والكذابون التعمية وغمط الحقائق فلن يفلحوا لأن
الله يستمر نور الرسول وأهل بيته ولو كره الكافرون.
حمدان آل مخلص