الزهراء سيدة العالمين



يحار الفكر فعلا وتتلاطم أمواج الحروف الهادرة في القلب قبل العقل كلما يممت وجهة القلم شطر العترة النبوية الطاهرة فيخيل لي أني لم أعد قادراً على القراءة والكتابة وتعصف التساؤلات المتدفقة المتدافعة الكثيرة

ماذا يمكن أن تكتب وتقول؟ وقد عظمهم الله جل في علاه وتقدست أسمائه فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وماالذي يمكن أن تخطه بيمينك عن أهل بيت النبوة ومهبط الوحي ومعدن الرسالة؟ وهم من تغشاهم الملائكة بكرة وأصيلا !
بل حتى القلم أخذ ينتفض وترتعد فرائصه وكأن ملك الجن قد تلبسه من الوجل وجف ريقه الحبري كما جف ريق صاحبه من قبله !ولكني لممت شتات نفسي وأخذت بعنان القلم أجره جراً إلى ميدان الكتابة وهو الذي كان يهدر سيالاً بمجرد أن تلمس أرنبة أنفه الصفحات البيضاء فيملأ الورق نظما ويصول ويجول وكأنه من الفرسان الأشاوس في ساحة معركة حمي وطيسها وشد فيها الفرسان على بعضهم وقدوته في ذلك أمير المؤمنين في معركة أحد الملحمة الملائكية الخالدة حتى شهد له جبريل بحسن صنيعه وبطولاته حتى انه فاخر به وقال:"لافتى إلا علي "!(سبحان من كونه) لحظة من فضلكم، فأنا أتنفس الصعداء الآن، أتعلمون عمن أريد الكتابة،

إنها منبع الأنوار القدسية،


 والكوثر والأنهار الملكوتية،


هي قلب القرآن وجنة الرحمن،


هي أنهار اللبن والشهد في الجنان،


هي من اعتلت في مقامها حتى أصبح الطهر يستجدي منها ماهو فوق مقام الطهر حتى يزدان بسمو فيضها،



هي مشكاة الأنوار المحمدية،


وسنى الشعاع والأضواء العلوية،


هي أم السبطين الحسنين أسياد الجنات السماوية،


هي الزهراء الزكية ذات المعالي القدسية الفاطمية،


هي بضعة نبي الله منبع الأنوار الكونية،


هي التي أعجزت كل حروف المعاجم الغربية والعربية،


هي الجمال والكمال والجلال والقدسية،


هي سر خلق الكون والرحمة الإلٰهية،


هي التي خصها الرحمن بحفظ الدين فكانت مستودع الأسرار الحكمية،


هي


هي 


هي

مولاتي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( فاطمة بضعة مني يغضبني مايغضبها). يالله. بضعة رسول الله! بضعة رسول الله! ياأمة محمد.
هي بنت خديجة بنت خويلد الوضيئة الطاهرة التي بلغها رسول الله عن جبريل أن الله يسلم عليها وأنه يبشرها ببيت في الجنة لاصخب فيه ولانصب أمها خديجة التي آمنت بالنبي حينما كفر به الآخرون وصدقته حينما كذبه العشيرة والأقربون وواسته حينما أحزنه الكفار المعاندون.
ومن أبوها؟
بأبي هو وأمي. هو الرسول الأعظم والنبي الأكرم والإمام الذي خضعت له الأكوان واستمدت منه المجرات والأفلاك أنوارها وجعله الله في المقام المحمود الذي لم يخلق إلا له من الأولين والآخرين.
ومن بعلها؟
أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين ومولى جميع المسلمين بأمر الله ورسوله الأمين الذي ثبت راية الإسلام في كل الميادين ورد الكتائب لوحده وجندل صناديد الكفار المعاندين وكان الميزان الإلٰهي لمعرفة المؤمنين من المنافقين.
ومن أولادها؟
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة والعالمين والإمامان اللذان أمرنا رسول الله باتباعهم إلى يوم الدين وابنتها العقيلة زينب الكبرى سلام الله عليها منبع الحكمة والصبر ونبراس العزة والكرامة والحرية الذين لم يراعوا مقامها الكفرة الفجرة الظالمين من بني أمية السابقين واللاحقين.
أما سيدتي الزهراء فلو لم يكن لها إلا هذا الحديث لكان كافيا أن ترنو لها جميع القلوب في المعمورة كلها وفي كل مكان وزمان هي التي قال عنها سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم "أنها سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة"، بل قال "عنها أنها أم أبيها" كيف تكون أم أبيها وهي ابنته هذا والله العجب العجاب! لأنها قد حوت في قلبها كل معاني الحنان والحب والطهر حتى اعتنت بأبيها الذي فقد حنان الأم الزكية فداه نفس فكانت الإبنة والأم والعالم بأسره بالنسبة لأبيها الذي ربط رضاها برضاه ورضى الله وغضبها بغضبه وسخطه وسخط الله.
كان يأتيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي تخضع عنده الملائكة والجن والإنس والأفلاك

فيأتي فيقبل جبينها الطاهر المتلألئ بالأنوار حتى كانت تضيء بوجهها القدسي الأماكن المظلمة وكأن الشمس قد سطعت منه بأنوارها وكان يجلسها في مكانه وكأنه لم يكتفي بالأحاديث العظيمة في حقها حتى يبين للناس مقامها بشكل عملي لعلهم يتفكرون، بل حتى عائشة بنفسها قد شهدت أن مولاتنا الزهراء عليها سلام الله كانت شبيهة بأبيها حتى في مشيته وكانت تضيء بوجهها الأماكن المعتمة المظلمة.

كانت فصاحة الزهراء وبلاغتها لاتضاهي ولاتجارى حتى أعجزت أفصح الفصحاء وأبلغ المتكلمين والشعراء

فبمجرد أن تقرأ احدى خطبها أو أقوالها تقف مذهولا وتنصعق من هذه الأنهار العذبة الندية التي أجراها الله على لسانها الملكوتي والتي تطرب القلوب والأسماع وتجعلك من أرباب الفصاحة والبلاغة إذا داومت مطالعتها.

هي سر الأسرار ومنبع العلوم النبوية المحمدية والحكم العلوية القرآنية وليس أدل من ذلك إلا هذا الحوار المبهر المذهل الذي جرى بينها وبين أمير المؤمنين عليه السلام حتى هبط جبريل عليه السلام يحكم بينهم سبحان الله
جاء في الروايات
أنّ عليّاً وفاطمةَ عليهما السلام جلسا في بعض البساتين يأكلان بعض التمر . . . فتداعبا بالكلام . . . 
فقال لها عليٌّ : يا فاطمةَ إنّ النبي يُحبّني أكثرَ منكِ . . . 
فقالت فاطمة : لا . بل يُحبّني أنا أكثر منكَ . 
فقال قومي بنا لنسأله . . . فجاءا إلى حضرة النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام .. . 
فالتفتَ أمير المؤمنين . . . 
قال يا رسولَ الله : أيّنا أحَبُّ إليكَ أنا أم فاطمة ؟ 
قال : فاطمة أحَبُّ ولكنّ عليٌّ أعَزّ على قلبي . . . 
فانتفض عليّ قال : يا فاطمة ألم أقل لك أنّي ابنُ فاطمةَ ذات التُقى 
قالت فاطمة : وأنا ابنةُ خديجة الكبرى 
فقال علي : أنا فخر اللوى 
فقالت فاطمة : أنا ابنة سدرة المنتهى 
قال علي : أنا ابن الصفا 
فقالت فاطمة : أنا ابنة مَن دنا فتدلّى وكان مِن ربّه كقاب قوسين أو أدنى 
فقال علي : أنا ولدت في المحل البعيد المرتقى 
فقالت فاطمة : وأنا زُوجتُ في المحل الأعلى 
فقال علي : أنا الشجاع الكمي 
فقالت فاطمة : وأنا ابنة أحمد النبي 
فقال علي : أنا شجرةٌ تخرج من طور سينين 
فقالت فاطمة : وأنا الشجرةُ التي تؤتي اُكلَها كلّ حين 
فقال علي : أنا النبأ العظيم 
فقالت فاطمة : أنا ابنة خير الخلق أجمعين 
فقال علي : أنا الذي اشتقَّ اللهُ اسمي مِن اسمه فهو عالي وأنا عليّ 
فقالت فاطمة : وأنا كذلك فهو فاطر السموات والأرض وأنا فاطمة 
فقال علي : أنا الذي جعل الله نفسي نفس محمّد ، حيث يقول في كتابه ( أنفسنا وأنفسكم)
قالت : وأنا أشارك الدعوةَ ياعلي ، حيث يقول ( ونساءنا ونساءكم )
فقال علي : أنا علّمتُ شيعتيَ القرآن 
فقالت فاطمة : وأنا يعتق الله مَن أحبّني من النيران 
فقال علي : يا فاطمة أنا الطور 
قالت : أنا الكتاب المسطور 
قال : أنا الرقّ المنشور
قالت : أنا البيت المعمور 
فقال علي : أنا السقف المرفوع 
فقالت فاطمة : أنا البحر المسجور 
فقال النبي : لاتُكلّمي عليّاً فإنّه ذو البرهان 
قالت يا أبَ : وأنا ابنةُ مَن اُنزل عليه القرآن مِن الرحمن 
فالتفتت فاطمة إلى أبيها مًحمّد صلّى اللهُ عليه وآله 
قالت يا أبَ : لا تُحامي عن ابن عمّك . . . اتركني معه . . 
فقال علي : وكيف لا يتدخّل . . . وأنا منه عُقبته ونُجبته ؟ 
قالت : يا علي وأنا روحه ولحمه ودمه 
فانتفض عليٌّ . . 
قال : أنا الصُحف 
قالت: أنا الشرف يا أبا الحسن . . . 
فقام عليّ . . . فنزل جبرئيل على رسول الله مع 4000 ملك ... 
التفت الملائكة قالوا يا رسول الله : قل لفاطمة إنّ الله يَقرأعليك و ، ويقول لك فلتقُم ولتقبّل جبين عليّ بن أبي طالب . . . 
فقامت فاطمة وقبّلت جبينه ، وهمست في أذنه : 
قالت : 
أنتَ نون والقلم . . . 
أنتَ مصباح الظُلم . . . 
أنتَ سؤال متى . . . 
أنتَ ممدوح هل أتى ... 
أنت نور الأنوار . . . 
أنتَ سرّ الأسرار . . . 
أنتَ آية الجبّار . . . 
أنتَ صاحبُ ذو الفقّار البتّار للأعمار. . . 
أنتَ عليّ بن أبي طالب صلوات اللهُ وسلامهُ 
ياسبحان الله.
فقد أودعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علوم الأولين والآخرين والقرآن والدين فكانت أعلم أهل زمانها ولو أردنا استعراض  علومها النورانية لاحتجنا للمجلدات والمحيطات من الحبر والمداد .....
فكيف بعد ذلك يظلمها الأولون والآخرون من أمة الظلام والعناد والشقاق والنفاق كيف تجرأت قلوبهم على منعها من حقها بعد أبيها وهي التي استشهدت بالقرآن وسيد الوصيين والآيات التي تشهد أن سليمان يرث داوود وأن الأنبياء يورثون فقالوا ظلما وعدوانا إن الأنبياء لاتورث!
فصبرت بأبي هي وأمي ومنعوها حتى من حقها في فدك التي وهبها لها رسول الله في حياته فمنعوا حق الله أن يؤدى ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم طمعا في حطام الدنيا وليتها كانت على ذلك فقط !
بل قاموا بحرق دارها وحصرها )يالهف نفسي (ثم قاموا بمحاربة بعلها وسيد الوصيين وحرموهم من حقهم الإلٰهي الذي صدح به رسول الله في غدير خم أمام العالمين فقاست كل أنواع القهر والظلم وحتى الفقر فداها نفسي كانت تتحمل كل ذلك، وهي التي لو أرادت لحولت البحار المالحة إلى أنهار عذبة تحري لذة للشاربين من ريقها النبوي الذي كان يحيل الصحارى إلى أنهار من الشهد المصفى ...
كم قاست الزهراء من شظف العيش وقسوة الحياة وظلم من كان يفترض بهم أن يحفظوا مقامها بعد أن عاينوه بأنفسهم وسمعوه بآذانهم الذي جعلوا عليها وقرا.
هي التي تبرعت بقوتها وزوجها للسائلين ثلاثة أيام قضوها بلا طعام حتى نزل فيهم قوله تعالى: "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا". أمثل هؤلاء الأطهار يُظلمون و يعتدى على حقهم؟
والقرآن يأمرنا بمودتهم" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى". وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم".هو الذي أخبرنا بغضب الله إذا غضبت فاطمة. فما بال أقوام يتطاولون على مقامها القدسي حتى بلغ بأبناء القردة من أتباع بني أمية أن يتكلموا بما يهز العرش وتكاد تشقق وتتفطر منه السموات والأرض عليهم اللعائن المتتاليات والمتعاقبات المتواترات إلى يوم الدين.
هذه بضعة النبي وابنته. هذه أم أسياد الجنة الذين عاملوهم بالقتل والجحود فسمموا الحسن وقطعوا رأس الحسين وأخذوا يسبون سيد الوصيين ثمانين عاما على المنابر و مازالوا مستمرين في هذا النهج الشيطاني القميء وكأنهم يستعجلون جهنم التي ستهشم عظامهم وتحرق جلودهم العفنة التي نشأت على النصب والبغض والسنة الأموية الشيطانية القذرة.
ألم يعلموا بأن جبريل عليه السلام أهدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثمرة من ثمار الجنة حتى تكون غذاءه قبل أن تولد الزهراء عليها سلام الله؟ ألم يسمعوا بالحديث الذي رواه ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما نزلت آية المودة في القربى؟ قال الناس للرسول : يا رسول الله من هؤلاء الذين نودهم ؟ قال : علي وفاطمة وولدها.
وقال سيدنا الباقر عليه السلام : ألا أخبركم بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة والسيئة التي من جاء بها كبه الله لوجهه في النار؟ قالوا بلى ، يابن رسول الله قال : الحسنة حبنا والسيئة بغضنا.
اللهم اجعلنا من المحبين الموالين المخلصين الثابتين يا شيعة الكرار تعلقوا بأنوار الزهراء وتشبثوا بولايتها وعضوا عليها بالنواجذ واجعلوا قلوبكم تلهج بذكر الله وذكر هذه الزكية المعصومة النورانية اكسبوا رضى الله ورسوله والملائكة وارتقوا بمقامكم بحبها حتى تلامسوا الجوزاء والذي نفسي بيده لن تشعروا بلذة الإيمان في قلوبكم ولاطراوة السكينة ولاحلاوة الحب إلا بحبها وولايتها وحب آبائها وأبنائها اعشقوها ونافحوا عنها بأرواحكم وقلوبكم وضمائركم واستشعروا حبها في قلوبكم، وستجدون أنكم ترتقون بأرواحكم وترنو قلوبكم وأنفسكم للتحليق عاليا في سماء الولاية والحب العلوي الأزلي السرمدي لقد ارتقيت حتى لامست الثريا بسنان القلم وارتقيت وحلقت عاليا بذكرها وتشرف القلم وتذهب بالعسجد وشعرت بالإستبرق في راحة يدي وقد شرفني الله ووفقني للكتابة عنها.
ياأمة الإسلام أتعلمون من الزهراء؟
هي فاطمة التي فطمت شيعتها ومحبيها من كل شر ومن سعير النار.

اللهم صلّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها وأمها والسر المستودع فيها صلاة أبدية سرمدية أزلية أبدية وبارك وسلم.

حمدان آل مخلص

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيدنا آدم عليه السلام ؛ هل تزوج الأولاد بالبنات؟

الإمام الحاكم بأمر الله والحقيقة المغيبة

رد الشبهات بالبراهين والبينات