الفاطميون بين الظلم الشديد والمجد التليد
بعد أن قام الضباط الأحرار بثورة يوليو سنة ١٩٥٢ م والإطاحة
بالحكم الملكي وإعلان الحكم الجمهوري العسكري
سعى الأخوان حثيثا للحكم وذلك بعد
محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في المنشية
فكانت السبب الذي جعله يفتك بهم
بعد أن غدروا به وسعوا لاغتياله فحظر تنظيمهم وأودعهم السجون ومزقهم كل ممزق وكان يسعى لنشر
قيم العروبة والقومية في أرجاء الوطن العربي وأحيت الشعوب هذا القائد الفذ الجديد
الذي رأوا فيه المخلص لهم من ذل الهوان والاستعمار الغربي للشعوب والمنطق.
وكان التيار القومي قد امتد ليطال السعودية وينتشر فيها بقوة
مما شكل في نظر آل سعود خطرا على حكمهم ونفوذهم في المنطقة ككل وحتى لا نستغرق
ونطيل في سرد الأحداث بالتفصيل قام الملك فيصل بإيواء محمد قطب شقيق مفكر الأخوان الأول سيد
قطب في الستينات بعد إن أعدم سيد قطب بتهمة إنشاء تنظيم سري للانقلاب ضد عبد الناصر
واغتياله و ما كان من فيصل إلا أن سلم الأخوان أغلب الأماكن الحساسة والمهمة
في الدولة وخاصة منابر التعليم والإعلام بهدف خلق تيار
ديني جديد يناهض التيار القومي الناصري المتصاعد ويجهض مشروعه العروبي وقد استطاع
الأخوان بتمكين الدولة من قولبة المجتمع و تجيير أفكاره لصالح توجهاتهم وأفكارهم
المتطرفة والتكفيرية عبر بث سمومهم عن طريق المناهج وتلويث أفكار النشء حتى
خرجوا أجيال تعقبها أجيال ترزح تحت وطأة الغلو والتطرف والإقصائية تجاه كل من لم
يوافقهم أو حتى من اتخذ موقف الحياد ولم يسر في ركبهم الشاهد من كل هذا هو ماتعرضت
له الدولة الفاطمية والإسماعيلية من تشويه مقيت وكذب رخيص وتغييب لدور هذه الدولة
العظيمة في رفع راية الإسلام عالية خفاقة في كل موطن ونشروا قيم التسامح والعدالة
الإنسانية وأسسوا حضارة ستظل نبراسا شامخا ترنو إليه أعناق الأحرار على مر الزمان خدعوك بأن
الدولة الفاطمية دخيلة على الإسلام وتعمل لتقويض أركانه وافتروا عليها وعلى
أئمتها الطاهرين حتى خرجوا أجيالا حمقاء لاتقرأ ولاتفهم ولاتريد أن تفهم ونحن
بدورنا نسألهم.
لماذا بنوا الأزهر و دار الحكمة التي
ضمت مليوني كتاب؟ وقد استطاع الفاطميون كسر شوكة الصليبيين ودفعهم عن المسلمين
بقيادة سيدنا المعز عليه السلام قائد ومفكر وعالم وإمام لم يخلق له مثيل وقد قاموا
بسحق الصليبيين في معركة المجاز البحرية في البحر المتوسط حتى وصلوا حدود روما فيما كان
الأمويون في الأندلس يحاربون مع الصلبيين
عجب!
كانت معركة اعجوبة خلدها التاريخ عند المؤرخين السنة قبل غيرهم حيث تميز
الأسطول الفاطمي بتجهيزات حربية متطورة وعظيمة لدرجة أن الصليبيين ذهلوا وقد ذكر ابن
الأثير وابن خلدون والطبري والمقريزي وعمارة اليمني في تاريخه
وغيرهم
ناهيك عن مؤرخي الشيعة حروب
الفاطميين وجهادهم ضد الصليبيين وقد كانت أعداد الفاطميين أقل بكثير من أعداد الصليبيين
وحلفائهم الأمويين في الأندلس ورغم ذلك حطموا الكفار
وكسروا شوكة المعاندين يا للعجب!
انتصار الدولة الفاطمية المحمدية
في هذه المعركة الأعجوبة يعود لعدة
عوامل منها:
1. وجود قائد عظيم وشجاع ومفكر كالمعز عليه السلام.
2. الخطة المحكمة.
3. الإيمان العميق والشجاعة الفائقة عند الجنود وأمراء
الأسطول.
4. تفوق الأسطول الفاطمي من حيث الإعداد والتجهيز والمتانة
ووجود المسلات البحرية. وقاذفات اللهب وهي التي تسمى بالمصلح العسكري الحديث براجمات
الصواريخ.
5. التفاف الشعوب حول قيادة الإمام العظيم و إيمانهم بعدالة
قضيته ومحبتهم له بعد أن ملأ الأرض هو وأجداده أمنا وعدلا بعد أن ملئت بالظلم والجور و
سحق الشعوب من أجل أن يتفرغ الحاكم العباسي للجواري والغلمان والخمور والملاهي.
6. تمتع المعز بثقافة موسوعية ساهمت في نهضة الدولة على جميع
الأصعدة ثقافيا و عسكريا وعلميا واجتماعيا مما عاد بالنفع على المسلمين وساهم في
تطويرهم.
7. العدالة المطلقة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وكان
المقياس هو الكفاءة والمقدرة وليس المزاجية كما كان سائدا عند خلفاء بني أمية
وعباس، فوضع الأمراء الأكفاء على رأس الأسطول الذين استطاعوا الوصول الى عمق
ايطاليا وأخذوا الجزية على الإمبراطور الصليبي
بعد أن ضيع العباسيون كل شيء لننظر لتلك
البطولات والسؤدد والعز الذي كان يعيشه المسلمون في عهد الفاطميين ولننظر إلى
خراب الدين الذي سلم كل فلسطين للصليبيين وأخذ القدس فقط.
سبحان الله كيف تحول هذا الخائن العميل إلى بطل
وهو الذين خان نور الدين زنكي وخان
العاضد الذي أحسن إليه وخان المستنصر العباسي
واتفق مع الصليبيين على
المسرحية الهزلية التي أسموها معركة تحرير القدس
وهي التي تشابه مهزلة أكتوبر
وخيانة السادات واتفاقه مع الغرب فما أشبه اليوم بالبارحة!!
ثم كان سلم لهم معظم فلسطين في
صلح الرملة وهي اتفاقية الخيانة التي مكنت الصليبيين من أماكن لم يكونوا يحلمون
بها (راجع بنود
هذه الاتفاقية المخزية أي كتاب أو أي موقع)
وعندما طلب منه المستنصر العباسي أن يحرر فلسطين وسيمده
بالجنود هدده بالانقلاب عليه ولمح له بأنه سيقاتله مع جنود الصليبيين
بجيوشٍ لا قِبل له بها ومن الطبيعي أن ينقلب هذا العميل الخائن على من أحسن إليه
فهو الباحث عن السلطة والحكم بأي طريقةٍ كانت
وسلم خراب الدين بعلبك وأغلب
فلسطين للصليبيين وتركهم يذهبون بكل الأموال الضخمة والثروات المهولة في صفقة جبانة وقبل أن يهلك
قسم الدولة الأيوبية وتركة خيانته على أولاده
وإخوانه الذين تقاتلوا بعده وسلموها للمغول في مذلة وخيانة وخسة لم يعرف لها التاريخ مثيلا والغريب أن خراب
الدين البربري الكردي الخائن.
أول من استقطب اليهود و سمح لهم بالإقامة في فلسطين جنبا إلى
جنب مع الصليبيين تحت مسمى التسامح ، يا للعجب!! أي تسامح هذا الذي يجعله يقتل ما يقرب من مئة ألف مصري ذنبهم الوحيد أنهم
يوالون أهل البيت أي تسامح هذا الذي يجعله يتلف مليوني كتاب
من الجواهر واللآلئ العلمية التي
أزهرت الدولة الإسلامية لمدة قرنين من الزمان
أي تسامح هذا وهو الذي
أغلق الأزهر الشريف منارة العلم والتسامح
أغلق الأزهر لمدة تزيد على مئة
عام ما هذا
الحقد الذي يغلف قلب هذا الخائن الصهيوني
إنها العمالة والخسة والدناءة من أجل
السلطة وما أشبه اليوم بالبارحة بينما كانت الدولة الفاطمية تسمح بتدريس جميع
المذاهب السنية والشيعية في تناغم عجيب ومذهل والتنافس كان بالحجة والبرهان وليس
بالسيف والدم ومن أراد معرفة المزيد عن تسامح الفاطميين ونشرهم للعلوم فهذه
المقالة تفصل فيها وبالأدلة. http://tl.gd/n_1rsred7
كانت هذه الكلمات المختصرة ردا على بعض الأغبياء والجهلة وسفلة
القوم الذين يتطاولون على الدولة الفاطمية العظيمة
في اجترار تاريخي مذهبي بغيض ينم عن
حقدٍ على الحق ودولة العدل وبغض متوارث لأهل بيت النبوة
إن من المؤسف والمضحك في آن معا أن يكون
السفلة و النواصب من سقط المتاع أمثال علي الصلابي
وراغب السرجاني وغيرهم من
المزورين والمرتزقة هم من توزع كتبهم وتطبع على أنها الحقيقة المحضة فيتلقفها
العامة والدهماء وكل غبي لا يريد أن يتعب نفسه بالبحث والقراءة الجادة والتساؤل
الجاد ويركنون إلى الدعة والانحطاط
لكي يوهموا أنفسهم أنهم استطاعوا
الوصول إلى كنه الحقيقة.
ومازال هناك الكثير الكثير الكثير
ولن نفي الدولة الفاطمية مهما
كتبنا من مجلدات معشار معشار قدرها وعظمتها.
ياله من تاريخ ويالها من دولة
ويالهم من أئمة عظماء سطروا أروع
وأعظم الملاحم والمآثر الطيبة العظيمة التي لم يستطع الغلاة وأحفاد بني أمية أن يخفوا معالمها.
قال الله تعالى في كتابه المقدس:
"يريدون أن يطفئوا نور الله
بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون، وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلا من بعدي، كتاب الله
و عترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض".
وأنا أشهد الله ورسوله أنني متمسك بهما حتى نرد عليك الحوض
بإذن الله يا سيد الخلائق أجمعين فتسقينا من حوضك المقدس شربة قدسية نورانية لن نظمأ بعدها
وننعم فيها بنعيم أبدي سرمدي أزلي بجوارك وبجوار أهل بيتك الطاهرين الطيبين
المنتجبين.
اللهم صلّ على سيدنا محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل
إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
حمدان آل مخلص