مع أحزان كربلاء


نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد أطهر وأقدس وأشجع البشر، ذكرى من افتدى بنفسه وفلذات كبده وأصحابه نصرة للدين والحق والشريعة حتى أكون أنا وأنت وهو وهي على المحجة البيضاء وعلى طريق الخلاص والإخلاص. وحقيقة أنني لاأعرف من أبدأ أو بماذا أبدأ؛ بل، كيف سأصيغ حروفا تليق بالمقام القدسي الأرفع والأقدس لسيدنا الحسين عليه السلام؟ ماذا يمكن أن نقول عن كل هذا القدس والعظمة والشجاعة والإقدام والبطولات؟ ماذا عن أصحابه الأفذاذ الذين باعوا الدنيا الدنية وأرخصوا أرواحهم يتقاطرون فداء لسيدنا الحسين عليهم سلام الله ورحماته وتبريكاته؟ وماذا عن العقيلة الهاشمية الفاطمية العظيمة السيدة المنيفة الجليلة الشريفة وسيدة نساء عصرها سيدتنا زينب عليها سلام الله؟ ماذا عن أم البنين وأقمارها الأربعة الذين زهدوا في الحياة وواجهوا أقذر وأخبث الشياطين على وجه الأرض ورغبوا في اقتلاع الشجرة الأموية الخبيثة حتى تطهر الأرض بعد أن رووها بدمائهم الزكية الطاهرة في كربلاء؟ ماذا عن سيدي وتاج الرأس البطل الهمام والصنديد الصمصام الذي حمل الماء بكفه الطاهر وسيفه بكف آخر يسقي عطاشى كربلاء بيد ويجندل صفوف الكفار المشركين بكف البطولات الأسطورية التي لو بقينا ألف سنة نحاول وصف هذه المشاهد العظيمة لما كان كافيا لإنصافهم؟ وهل هناك أجمل وأكمل وأطهر من هذه الذرية النبوية العلوية الفاطمية؟ أكتب والقلب يحترق كمدا والعقل يكاد يطير من محله وأتعجب كيف استطاع أبناء الشياطين الطلقاء الملاعين أن يقتلوا كل هذا الجمال الأخاذ وبقية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسياد الجنة وكيف تجرأت هذه الكلاب الضارية بل كيف ساغ لها التفكير أصلا في تجييش الجيوش على جنة الله التي تمشي في الأرض تسقي الناس من أنهار العلم والبطولات والأقداس الملكوتية النبوية الشريفة. وسبحان الله؛؛ فالقوم هم القوم، فهاهو مفتي المهلكة يخرج علينا معترضا على إحياء ذكرى استشهاد سيد الشهداء وأهله وأصحابه عليهم السلام بكلام ممجوج وحقد أموي دفين وهرطقات وهابية مقيتة وفتاوى يزيدية أموية خبيثة، وينهى الناس عن ذكر الحسين عليه السلام والحزن على هذا المصاب الجلل الذي أبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما أخبره جبريل بمقتل سبطه وحبيب قلبه الذي كان يقول عنه "حسين مني وأنا من حسين". جعل هذا المفتي يصب على أذنه وقرا وصب على الأخرى حميما أمويا لا يسمن ولا يغني من جوع وتناسى عن الأحاديث الصحاح وخاصة حديث أم سلمة رضوان الله عليها التي أخبرتنا ببكاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الطاهر المطهر الإمام الحسين عليه السلام. فداك القلب والروح والأهل والعشيرة ياسيدي يانبي الرحمة ورسول رب العالمين، دمعة واحدة طاهرة شريفة ياسيدي كفيلة أن تجعل السماوات والأرض والملائكة يبكون لأجلها وتمطر السماء دما في هذا المصاب الجلل الذي أصاب الأمة جمعاء دموعك يامولاي أغلى من كل ماحوته الأكوان. قسما برب السماء ياسيدي لو كان الأمر عائدا لي لرميت بنفسي في الأهوال ولكنت سعيدا بتقطيع جسدي ألف مرة في سبيل حفظ دموعك الشريفة ودماء الحسين وأهله وأصحابه. والله على ماأقول شهيد؛ ذهب الجميع وبقي الحسين حيا ترتقي به أروحنا وأرواح الأمم جمعاء تنهل من قيم الإباء والتضحيات والعظمة الحسينية وسنظل على نهج الحسين عليه السلام أبد الآبدين. وقد ارتأيت أن أحمل لواء القلم لتوضيح الحقائق حول أحداث كربلاء وماهي مسبباتها وبداياتها؟
وشخصياتها والأحداث التي سبقت معركة الطف بكربلاء كونها تخفى على الكثير من المسلمين بل وحتى من الموالين بسبب التعتيم الشديد من الموتورين من بني أمية وتقاطع ذلك مع الكسل الفكري لمن يفترض بهم أن يكونوا قادة وعلماء فتركوا الساحة فاضية يسرح فيها مشائخ الإرهاب الوهابي وعلماء البلاط الأموي ورغم كل هذا الظلام استطاعت الأنوار الحسينية أن تخترق أستارهم الظلامية وتحطيم كهوفهم المعتمة حتى أشرقت قلوب المحبين من كل حدب وصوب ولو كره الكارهون. ((((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون))))) وستكون هذه الشروحات والإضاءات على مصاب كربلاء في سلسلة مقالات مقتضبة ومتتالية حتى تسهل العملية على المتلقي ومحاولة جعلها مادة بحثية مهضومة تراعي وتحاكي جميع الشرائح والتوجهات حتى يتسنى لأكبر شريحة ممكنة فهم الأحداث فهما صحيحا سليما خاليا من شوائب القصاصين وأصحاب الأهواء السلطوية والأموية. وسأظل حاملا لواء القلم حتى يأتي الوقت لحمل اللواء العلوي في نصرة الرسول وأهل بيته عليهم صلوات الله وسلامه. وسيبقى الحسين عليه صلوات الله وسلامه هو نبراس الكمال والإقدام وأرقى وأسمى القيم العالمية في نصرة الحق والدين والمظلموين والمستضعفين على مر التاريخ شاء من شاء وأبى واستكبر من استكبر. رغم أنوف النواصب وأصحاب الهوى الأموي اليزيدي. مولاي ياسيد الشهداء عليك سلام الله وأقداسه، ستكون كل سنينا محرم وعاشوراء، وأيامنا حسينية ، وشهورنا فاطمية، وأيامنا علوية، وحياتنا محمدية نبوية، وبحبكم وولايتكم نرقى ونبقى، اللهم صلِّ على المصطفى المختار وعلى أهل بيته الطيبين الأطهار وعلى الحسين سيد الشهداء والأبرار ماتعاقب الليل والنهار واختلفت الأكوار والأدوار واحشرنا في زمرتهم في دار القرار وبارك وسلم تسليما كثيرا خادم العترة المطهرة حمدان آل مخلص

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيدنا آدم عليه السلام ؛ هل تزوج الأولاد بالبنات؟

الإمام الحاكم بأمر الله والحقيقة المغيبة

رد الشبهات بالبراهين والبينات